المكتبة الإعلامية الحديثة
التعرف على عالم الأشعة التشخيصية والتداخلية المتقدمة في مستشفى طيبة
بقلم فريق بازار
غالبًا ما يرتبط مجال الأشعة في أذهاننا بصور الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث يُطلب منا إزالة المجوهرات، والجلوس بثبات، والاستماع إلى صوت الأجهزة أثناء إجراء التصوير الطبي. ومع ذلك، فقد شهد مجال الأشعة تطورًا هائلًا في السنوات الأخيرة، ليتجاوز دوره الأساسي في التشخيص، ويصبح جزءًا من الخيارات العلاجية للمرضى عبر التقنيات التداخلية غير الجراحية الآمنة والفعالة. في طليعة هذه التطورات الطبية، تبرز الدكتورة ماجدة براك الزنكي، استشاري أشعة تشخيصية وتداخلية في مستشفى طيبة، والمتخصصة في إجراء الأشعة التداخلية للعضلات والعظام، وعلاجات العمود الفقري، وإدارة الألم. منذ بدايات مسيرتها المهنية، نشأ لدى الدكتورة ماجدة شغف بعالم الأشعة، حيث تقول “الأشعة التشخيصية تعتمد على قراءة الصور الطبية وكتابة التقارير، مما يجعل الطبيب بعيدًا عن التفاعل المباشر مع المرضى. ورغم أهمية التشخيص، كنت أطمح إلى دور أكثر تأثيرًا في رحلة علاج المرضى.” وتضيف “عندما أتمكن من مساعدة المرضى من خلال إجراءات دقيقة وبسيطة باستخدام إبرة صغيرة، وأرى التحسن الفوري والراحة التي يشعرون بها، فإن ذلك يمنحني دافعًا للاستمرار والتطور في هذا المجال.”
يظهر شغف الدكتورة ماجدة في مجال إدارة الألم بوضوح في نهجها العلاجي لمجموعة من الحالات المرضية الشائعة مثل آلام الديسك، والتهاب المفاصل العظمي، والانزلاق الفقاري. تشرح هذه الحالات بأسلوب واضح ومبسط، قائلة “تعمل الأقراص الفقرية كوسائد بين الفقرات لامتصاص الضغط وتخفيف الحمل على العمود الفقري. وعندما تفقد ترطيبها، قد تتشقق أو تنتفخ، مما يؤدي إلى الضغط على الكيس الذي يحتوي على جذور الأعصاب، مُسببًا الألم.” وتضيف “التهاب المفاصل العظمي قد يكون ناتجًا عن الالتهابات أو التآكل التدريجي، وأحيانًا بسبب العدوى. أما الانزلاق الفقاري، فهو تحرك الفقرات عن موضعها الطبيعي، مما قد يؤدي إلى ضغط على الأعصاب والشعور بالألم.”
يتلقى مرضى الدكتورة ماجدة أحدث العلاجات المتقدمة، مثل تفتيت النواة (Nucleoplasty)، وإصلاح الديسك، والعلاج بالأوزون. وتوضح قائلة “تفتيت النواة وإصلاح الديسك طريقتان مختلفتان لعلاج التغيرات التنكسية في الأقراص الفقرية. ومن خلال خبرتي، أستطيع اختيار النهج العلاجي الأكثر ملاءمة لكل حالة وفقًا لاحتياجات المريض.” وتضيف “يتميز العلاج بالأوزون العضلي بفعالية كبيرة في علاج حالات انزلاق الأقراص الفقرية المعزولة، كما يساهم في الحد من التغيرات التنكسية المبكرة بفضل خصائصه المعقمة.”
يُعد العلاج بالاستئصال الراديوي من أحدث التطورات في مجال علاج الأورام العظمية الحميدة، مثل الورم العظمي العظماني (Osteoid Osteoma). توضح الدكتورة ماجدة قائلة “تعتمد هذه التقنية على كيّ مركز الورم، وهو الجزء المسؤول عن نشاطه، مما يؤدي إلى وقف نموه نهائيًا. هذه هي الفكرة الأساسية وراء العلاج بالاستئصال الراديوي.”
تمتد خبرة الدكتورة ماجدة إلى ما هو أبعد من الممارسات الطبية، إذ تولي اهتمامًا كبيرًا بأسلوب التواصل مع مرضاها. وتوضح قائلة” عندما يزورني المرضى، أستقبلهم بابتسامة وأستمع إلى مخاوفهم، وأناقش أي تساؤلات تراودهم. الإصغاء إلى قصصهم، حتى لو كانت خارج نطاق تخصصي، يعزز ثقتهم في العلاج ويجعلهم يشعرون بالراحة والاطمئنان.” وتضيف “قد يعاني بعض المرضى من آلام شديدة رغم أن التغيرات التنكسية لديهم بسيطة، بينما قد يكون لدى آخرين تغيرات كبيرة لكنهم لا يشعرون إلا بألم خفيف. هذا ما نُسميه عتبة الألم، وهي تختلف من شخص لآخر ولها تأثير نفسي كبير.”
الجمع بين التشخيص والعلاج أحدث فرقًا كبيرًا في تحسين نتائج المرضى في مستشفى طيبة. توضح الدكتورة ماجدة قائلة “عندما يراجعني المرضى، أتمكن من تشخيص حالتهم وعلاجها في نفس الجلسة، مما يقلل من تعرضهم للإشعاع، ويحد من الحاجة إلى التدخل الجراحي ومضاعفاته المحتملة.”
مع تطور التكنولوجيا المستمر، تتطلع الدكتورة ماجدة إلى الابتكارات القادمة في المجال الطبي، وتعبر عن حماسها قائلة “أكثر ما يثير اهتمامي هو التوسع في استخدام تقنية الاستئصال الراديوي لعلاج مختلف الحالات. أعتقد أنه في المستقبل، سنتمكن من تقليل التعرض للإشعاع بفضل التقنيات الحديثة، مثل الدمج بين التصوير بالموجات فوق الصوتية وتقنيات التصوير المقطعي (CT) والرنين المغناطيسي (MRI) والتنظير الفلوري.”
وللأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة، تقدم الدكتورة ماجدة نصيحة مهمة “من الضروري أن يكون المريض مستعدًا نفسيًا للعلاج، وأن يدرك أن النتائج قد لا تكون فورية، وقد تكون المتابعة بالعلاج الطبيعي ضرورية للحصول على أفضل النتائج.”
من خلال خبرتها العملية، واهتمامها الكبير برعاية المرضى، وسعيها المستمر للابتكار، لا تقتصر مساهمة الدكتورة ماجدة براك الزنكي على إحداث تطور في مجال الأشعة التشخيصية والتداخلية، بل تمتد أيضًا إلى تحسين جودة حياة مرضاها بشكل ملموس.
