المكتبة الإعلامية الحديثة
21-نوفمبر-2024
2:32 مساءً
مستشفى طيبة يحتفي بإنجازات الدكتورة أسماء الكندري: نموذج ريادي للمرأة الكويتية في مجال الطب
07-نوفمبر-2024
1:15 مساءً
فهم مرض السكري مع الدكتور ثامر العيسى
05-نوفمبر-2024
4:03 مساءً
رحلة الدكتور علي الحسن، استشاري أمراض قلب الأطفال في تقديم الرعاية الطبية للأطفال
بقلم فريق بازار
في مجال تقديم الرعاية الطبية للأطفال، هناك قلة من التخصصات التي تتطلب التوازن بين الخبرة المهنية وتقديم الرعاية الإنسانية كما هو الحال في طب قلب الأطفال. عبر هذا الحوار يشاركنا الدكتور علي الحسن، استشاري أمراض قلب الأطفال في مستشفى طيبة، تصوراته حول صحة قلوب الأطفال، مقدماً النصائح والإرشادات للأسر التي تواجه هذه المشاكل الصحية.
يقول الدكتور علي: “أكثر الأسباب التي تدفع الآباء والأمهات لاستشارة طبيب قلب الأطفال هو سماع صوت إضافي في نبضات الطفل، أو ما نسميه بالنفخة القلبية.” ويضيف: “من المهم أن يعي الآباء أن سماع صوت إضافي في القلب لا يعني بالضرورة وجود مشكلة في قلب الطفل. فأكثر من نصف الأطفال أصحاب القلوب السليمة يعانون من وجود صوت إضافي في خفقات قلبهم خلال مرحلة من مراحل حياتهم.”
من المهم أن يعرف الآباء والأمهات طرق اكتشاف حالات أمراض القلب. يوضح الدكتور علي أن اكتشاف الأمراض يمكن أن يبدأ حتى أثناء الحمل: “يمكن اكتشاف العيوب الخلقية في القلب عندما يكون الطفل جنينًا في الرحم من خلال فحص الموجات فوق الصوتية الخاص بالقلب المعروف بفحص القلب الجنيني.”
أما بالنسبة للأطفال حديثي الولادة أو الصغار، فيشير إلى وجود بعض الأعراض التي يجب على الآباء والأمهات مراقبتها: “مثل ضعف أو بطء الرضاعة، التنفس السريع خصوصًا أثناء الرضاعة، التعرق المفرط أثناء الرضاعة، زرقة الشفاه أو اللسان، وعدم زيادة وزن الطفل بشكل طبيعي.”
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، فقد تشمل العلامات: “ضيق التنفس أثناء ممارسة الأنشطة البدنية، سرعة وسهولة الشعور بالتعب الشديد، الإغماء أثناء أداء التمارين، وتورم اليدين أو الكاحلين أو القدمين.”
تساهم الجينات بشكل معقد في ظهور أمراض قلب الأطفال. يقول الدكتور علي: ” يُصاب طفل من كل 100 مولود بعيب خلقي في القلب.” ويضيف: ” في حين أن السبب غير معروف في العديد من الحالات، إلا أن العوامل الجينية تساهم في حدوث بعضها. تزداد نسبة الإصابة بالعيوب الخلقية في القلب بمقدار ثلاثة أضعاف إذا كان لأحد الأقارب من الدرجة الأولى تاريخ مرضي مع العيوب القلبية.”
لقد غيرت التكنولوجيا الحديثة بشكل جذري طريقة التشخيص والعلاج. يقول الدكتور علي: “أدى التقدم الكبير في علاج العيوب القلبية من خلال التدخلات عبر الجلد إلى تقليل صعوبة التجربة على الأطفال وعائلاتهم، وتقليص فترة الإقامة في المستشفى، والتقليل من المضاعفات بشكل عام.”
يوضح الدكتور علي أهمية إشراك الأسرة في العلاج قائلاً: ” من المهم أن يكون لدى الآباء والأمهات كافة المعلومات عن مرض طفلهم، وخطة العلاج، والتوقعات والخيارات المتاحة. ففهمهم الشامل للمشكلة الطبية يساعد في ضمان تعاونهم مع خطة العلاج”.
عند سؤاله عن العوامل الحياتية التي تؤثر على صحة قلوب الأطفال، شدد الدكتور علي على أهمية الوقاية: ” أطفال اليوم هم جيل الغد. ومن الضروري أن يتبعوا أسلوب حياة صحي يشمل تناول غذاء متوازن، ممارسة الرياضة، والابتعاد عن كل الأمور السلبية التي قد تضر صحتهم في المستقبل. “
تُعد قصص النجاح من أفضل الأمثلة التي تبرز دور وتأثير طب قلب الأطفال. يروي الدكتور علي قصة مؤثرة: ” أظل أتذكر فتاة في التاسعة من عمرها تُدعى فاطمة، والتي عالجناها خلال إحدى مهماتنا الإنسانية إلى دولة مدمرة بسبب الحرب. استمرت هي وعائلتها في التواصل معنا لعدة سنوات بعد الجراحة. الآن هي في سنتها الأخيرة في كلية الطب وتقول: ‘أريد أن أكون طبيبة لأساعد الآخرين مثلما ساعدتموني.”
يحرص الدكتور علي على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة: “هناك اعتقاد شائع بأن كل عيب أو ثقب في القلب يتطلب الجراحة. في الحقيقة، لا يحتاج الكثير من هذه ‘الثقوب’ إلى تدخل جراحي، حيث أنها تغلق عادة من تلقاء نفسها”.
إجراءات وقائية ونصائح للآباء والأمهات
يقدم الدكتور الحسن نصائح قيمة للآباء والأمهات الذين يشعرون بالقلق على صحة قلوب أطفالهم. “من الضروري أن يبدأ الآباء والأمهات بتعليم أطفالهم نمط حياة صحي من سن مبكر، يشمل التغذية السليمة، وتقليل الوجبات السريعة. كما يجب التقليل من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، وتشجيعهم على ممارسة النشاطات الرياضية والأنشطة الخارجية للحفاظ على صحتهم”.
يواصل مجال طب قلب الأطفال تطوره، مما يمنح الأمل للعائلات التي تواجه مشكلات صحية قلبية. ومن خلال الجهود الحثيثة والدؤوبة من أطباء متخصصين مثل الدكتور علي، يمكن للأطفال الذين يعانون من مشاكل قلبية أن يتطلعوا لمستقبل أفضل.