المكتبة الإعلامية الحديثة
د. هشام الرفاعي: لمن خضعوا لعمليات السمنة.. احذروا ”متلازمة الإغراق”
من خضع لعمليات علاج السمنة يعاني من مشاكل خاصة به، مثل صعوبة تناول كمية مناسبة من الطعام والشراب اثناء الوجبات وتكرار الاصابة بأعراض هضمية بعدها مما يسبب له الاحراج كالفواق (بالعامية البفاق) والغثيان والقيء والاسهال ومشاكل اخرى. وخلال رمضان، فبعد ساعات الصيام الطويلة، يحاول هؤلاء تناول كمية كبيرة من الطعام لاشباع ما يشعرون به من جوع وتعويض ما فقدته اجسامهم من طاقة وحيوية. ولكن هذا الابتلاع السريع يؤدي الى اصابتهم بمشاكل واعراض هضمية ومنها متلازمة إغراق المعدة.
يشرح د. هشام الرفاعي، استشاري طب الطوارئ في مستشفى طيبة قائلا: متلازمة الإغراق (Dumpingsyndrome)، وتسمى ايضا الإفراغ المعدي السريع (Rapid gastric emptying)، تحدث نتيجة تفريغ المعدة السريع للطعام المهضوم جزئياً (بمعنى انه غير مهضوم بالكامل) إلى الأمعاء الدقيقة. وفي هذه الحالة، ستعجز الأمعاء عن امتصاص العناصر الغذائية بسبب قلة هضم الطعام مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة ومختلفة لدى المصاب، مثل:
◄ الغثيان وقد يصل الى استفراغ
◄ الدوار
◄ تقلصات أو آلام في البطن
وأوضح د. هشام: خلال شهر رمضان، يلاحظ زيادة رواد غرف الطوارئ ممن يشكون من هذه الاعراض وبخاصة من سبق لهم الخضوع لاحدى عمليات جراحة السمنة. والسبب غالبا ما يعزى الى تناول كمية من الحلويات والسكريات او كميات كبيرة من الطعام والشراب دفعة واحدة عند الإفطار فوصولها بشكل مفاجئ إلى المعدة سيؤدي انتقال كميات كبيرة من السوائل من المعدة إلى الأمعاء وبالتالي الاصابة بهذه المتلازمة.
السبب
بين د. هشام أنه بشكل عام، متلازمة الاغراق من المضاعفات الشائعة للعمليات الجراحية التي تسبب تغيرات في تشريح المعدة، مثل: جراحات علاج السمنة (كعمليات التكميم وتحويل مسار الامعاء) وجراحة استئصال المعدة أو المريء. فالتغير في المنطقة السفلية من المعدة سيصاحبه ضعف او تلف في الصمام (يسمى صمام البواب) الذي يتحكم بكمية الطعام التي يتم تفريغها من المعدة الى الامعاء.
وتابع: في الوضع الطبيعي، يتحكم هذا الصمام بشكل تدريجي ومنظم بمرور الطعام المهضوم الى الأمعاء الدقيقة حتى يتم إتمام الهضم وامتصاصه. ولكن عندما يصاب بتلف وضعف، فذلك سيؤدي الى إفراغ محتويات المعدة بسرعة في الأمعاء قبل ان يكتمل هضم الطعام مما يؤدي الى حدوث متلازمة الإغراق.
أنواعها
بحسب توقيت ظهور الأعراض وطبيعتها، يمكن تصنيف متلازمة الإغراق إلى نوعين، وفق د. هشام وهما:
1- متلازمة الإغراق المبكر
هو النوع الاكثر شيوعا، وتبدأ أعراضها بعد تناول المريض للطعام خلال دقائق وتشمل الإسهال، الغثيان أو الاستفراغ، دوخة ودوارا، آلاما في البطن، سرعة نبضات القلب، الشعور بالانتفاخ.
2- متلازمة الإغراق المتأخر
هو النوع الأقل شيوعا. وتبدأ أعراضها بعد تناول الطعام بساعتين إلى أربع ساعات. ومسبب أعراضها يعزى الى حدوث هبوط حاد في سكر الدم مثل الشعور بتعب وإرهاق، تعرق، تسارع نبض القلب، شعور بالضعف والجوع، الدوخة والدوار وأحياناً فقدان الوعي. ونبه إلى أنه قد يصاب المريض بنوع واحد منهما فقط، ولكن قد تظهر على المريض أعراض النوعين معاً أحيانا.
التشخيص
وعن التشخيص أوضح د. هشام: يتم تشخيص هذه الحالة في غرف الطوارئ عبر الفحص الاكلينيكي واخذ تاريخ المريض. وشرح قائلا: يتم سؤال المصاب عن الأعراض والعمليات الجراحية التي خضع لها سابقا مثل جراحات المعدة والسمنة. كما يسأل عن كمية ما تناوله من طعام وشراب وبخاصة من السكريات. ومن المهم قياس مستوى السكر في الدم حتى يتم علاج الانخفاض نتيجة الى إصابته بمتلازمة الإغراق المتأخر. وبعد اتمام العلاج ينصح المصاب بمراجعة معالجه للخضوع لفحوصات أكثر دقة حتى يتم استبعاد الإصابة بمشكلات طبية أخرى.
العلاج
وبالنسبة للعلاج، قال د. هشام: أهم خطوة في علاج هذه المتلازمة في غرف الطوارئ هي رفع مستوى سكر الدم إن كان منخفضاً، مع إعطاء المريض بعض الأدوية المناسبة لحالته للسيطرة على أعراض متلازمة الاغراق. وتابع: أما في حالة تطور الحالة وعدم تحسنها (الحالات الأكثر شدة) سيتطلب علاجها أخذ عقاقير أكثر أو التدخل الجراحي. وعادة ما يسمح للمريض بمغادرة المستشفى بعد الاطمئنان على صحته وتوصيته بعدة تعديلات في نظامه الغذائي مثل: تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلا من وجبة افطار كبيرة، وفصل السوائل عن الأطعمة والوجبات الصلبة، وتجنب الأغذية الغنية بالسكريات.
معلومات وتنبيهات
◄ متلازمة الإغراق تحدث نتيجة تفريغ المعدة السريع للطعام المهضوم جزئياً
◄ اُقصد غرف الطوارئ فقد تكون تعاني هبوطاً حاداً في السكر
◄ متلازمة الإغراق المبكر.. النوع الأكثر شيوعاً وتبدأ أعراضها بعد دقائق من تناول الطعام
◄ أبرز الأسباب: تناول كمية من الحلويات والسكريات أو كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة
إقرأ المزيد:
